يريفان في 27 أبريل/أرمنبريس: أقيم حدث علمي مخصص للذكرى الـ109 للإبادة الجماعية الأرمنية في القاعة الرئيسية لأكاديمية أثينا بمبادرة وتنظيم السفارة الأرمنية في اليونان وأكاديمية أثينا.
وأبلغت سفارة أرمينيا في اليونان أن رئيس الحدث الرئيس السابق لأكاديمية أثينا الأكاديمي ميخائيل ستاتوبولوس، أثناء ترحيبه بالضيوف، أكد على أهمية إحياء الذكرى والاعتراف الدولي بضحايا الحرب والإبادة الجماعية للأرمن وشدد على حقيقة اعتراف اليونان بها.
وألقى ممثل رئيس وزراء جمهورية اليونان يانيس كريسولاكيس، كلمة افتتاحية في الحفل، أشار فيها إلى القيم المشتركة التي توحد الشعبين، والعلاقات الممتدة منذ قرون والمصير المشترك عبر التاريخ وأشار إلى أن الإفلات من العقاب على الإبادة الجماعية للأرمن أدى إلى الإبادة الجماعية لليونانيين، ولهذا السبب من الضروري مواصلة النضال من أجل العدالة من أجل الأجيال القادمة وأكد يانيس كريسولاكيس أن الشعب اليوناني في هذا النضال يقف إلى جانب الشعب الأرمني الشقيق.
ألقى سفير أرمينيا لدى اليونان تيكران مكرتشيان كلمة ترحيب أعرب عن امتنانه لتنظيم هذا الحدث في أكاديمية أثينا والذي له قيمة خاصة بمشاركة الرئيس اليوناني السابق بروكوبيس بافلوبولوس وآرا كيتيبيان، الذي تمت دعوته من أرمينيا، كمتحدثين رئيسيين.
وأشار السفير مكرتشيان إلى عدد من العوامل المتأصلة في تنفيذ جريمة الإبادة الجماعية، مثل إنكارها من ناحية ومن ناحية أخرى، تبرير مرتكبي الإبادة الجماعية وتمجيدهم في نهاية المطاف، وهو نتيجة للإفلات من العقاب.
 وعرض السفير الخطوات التي اتخذتها أرمينيا لمنع الإبادة الجماعية وأولها تعزيز البيئة الأمنية في أرمينيا وزيادة المقاومة وتعميق العلاقات مع الشركاء الموثوقين، فضلاً عن تعزيز المؤسسات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان داخل البلاد وأكد أنه هذا العام، على الساحة الدولية، تم تطوير أرمينيا واعتماد قرار منع الإبادة الجماعية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والذي بموجبه يؤكد القرار على آليات الإنذار المبكر والوقاية من الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وتسجيل عوامل الخطر في الوقت المناسب وتقديمهم للرد المناسب.
وفي هذا السياق أشار السفير إلى خلق بيئة إبادة جماعية، واستجابة للتحذيرات، على المجتمع الدولي منع الإبادة الجماعية من خلال خطوات عاجلة وملموسة.
وكان من المتحدثين الرئيسيين في المؤتمر هم رئيس اليونان السابق، عضو أكاديمية أثينا، البروفيسور د. بروكوبيوس بافلوبولوس وخبير الإبادة الجماعية آرا كيتيبيان، الذي قدم تقرير "الإبادة الجماعية للأرمن بحسب المنشورات الصحفية الأمريكية".
وشدد الرئيس اليوناني السابق بافلوبولوس على دور أكاديمية أثينا في اليونان وفي جميع أنحاء أوروبا والعالم باعتبارها رائدة في الاعتراف بالإبادة الجماعية ومدافعًا عن العدالة.
وأشار إلى حالة ناغورنو كاراباغ وقارن بين الجرائم المرتكبة في فترتين مختلفتين بالتأكيد على عام 1996 وشدد أيضاً على حقيقة أن اليونان اعترفت رسمياً بالإبادة الجماعية الأرمنية وحددت يوم 24 أبريل يوم لإحياء ذكرى ضحايا الإبادة الجماعية الأرمنية. وأهمية إصدار قانون تجريم إنكاره. ووفقاً للرئيس اليوناني السابق كان هذا أحد القوانين القليلة التي لم تبادر بها الحكومة، بل البرلمان نفسه، والتي عبرت عن إرادة الشعب اليوناني بأكمله.
وعرض بالتفصيل وقارن وقائع الجرائم المرتكبة ضد الشعبين الأرمني واليوناني في بداية القرن العشرين  وعرض أعداد الضحايا وعواقبها نتيجة الإفلات من العقاب، وهو ما تجلى لاحقاً في الهولوكوست وفي قبرص ومناطق أخرى.
وأكد الرئيس السابق بروكوبيس بافلوبولوس:
"فيما يتعلق بعبارة "لن يحدث مرة أخرى أبدًا" باعتبارها "علامة المسار" التاريخية، فقد أعطتنا درسًا رئيسيًا عن الوقت والنتيجة وهو أن ذكرى الإبادة الجماعية للأرمن، من بين أمور أخرى، الإبادة الجماعية في البوندوس وآسيا الصغرى، يجب أن تظل حية دائماً، بدون تنازلات ودون حسابات حول النفعية، مهما كان أصلها و"مسارها" في لحظة معينة. لذلك فإن النضال على المستوى الدولي من أجل الاعتراف الكامل والصادق بالإبادة الجماعية الأرمنية، ولكن أيضاً بجميع عمليات الإبادة الجماعية الأخرى مستمر وسيستمر حتى القصاص النهائي. لكن الدرس المستفاد من عبارة "لن يحدث ذلك مرة أخرى أبداً" لا يأخذ معناه الكامل دون "تأكيد" "وصيته" الأساسية المستندة إلى ضرورة "عدم التسامح مطلقاً" ومن الواضح أن هذا النظام لا يزال لديه مخاطب واضح، وهو تركيا، خاصة أنها، باعتبارها مرتكب عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبتها، ملزمة أولاً وقبل كل شيء بطلب اعتذار واضح على الأقل وهو ما لم تعرب عنه مطلقًاً حتى الآن. وليس ذلك فحسب، بل إنها تذهب بتحدٍ وجرأة إلى حد "التباهي" بماضيها الهمجي ويتعين على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي أن يعوا أن جرأة تركيا هذه "تتغذى" على عدم قدرتها على إظهار موقف عدم التسامح".
وفي تلخيصه للخطاب تذكر باعتزاز زيارته لمجمع تسيتسرناكابيرد التذكاري للإبادة الأرمنية في يريفان وحثّ على زيارة هذا المكان.