يريفان في 30 مارس/أرمنبريس: عيد الفصح هو أحد أكثر أيام السنة المحبوبة والأكثر انتظاراً بأرمينيا. عيد الفصح يعني الانفصال والابتعاد عن الخطايا والعودة إلى الله، وتحتفل به الكنيسة الرسولية الأرمنية في الأحد الأول بعد الاعتدال الربيعي الذي يقع بين 22 مارس و26 أبريل.
منذ 10 سنوات تنظم جمعيات الشبيبة في أبرشية أرارات البطريركية، مسيرة بشموع تحت عنوان "إنجيل القيامة" في نهاية خدمة الشموع ويبدأ الموكب من باحة كنيسة القديس سركيس ويصل إلى ساحة الجمهورية بيريفان.
يسبق عيد الفصح صوم كبير يستمر لمدة سبعة أسابيع ويسمى الأسبوع الأخير من الصوم الكبير بالأسبوع المقدس- إنه يرمز إلى الأيام الأخيرة من حياة المسيح الأرضية ومعاناته وموته وقيامته.
حسب أمر الكنيسة يبدأ يوم جديد بعد خدمة المساء وفي مساء يوم السبت الكبير يتم تقديم القداس وفي نهايته يتم إعلان بشرى قيامة المسيح المعجزة: "المسيح قام، حقاً قام، مباركة قيامة المسيح" وينتهي الصوم الكبير بهذه البشارة.
بعد صلب وموت يسوع المسيح، في المساء أنزل الأتقياء جسده عن الصليب ووضعوه في قبر منحوت في الحجر وغطوه بحجر كبير. وبعد ثلاثة أيام في صباح يوم الأحد، ذهبت النساء المسحات مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسليمان إلى القبر لدهن جسد المسيح بالزيت العطري، لكنهن فوجئن برؤية الحجر عند مدخل الهيكل تمت إزالته وكان القبر فارغاً وبينما هم متحيرون، ظهر ملاكان وقالا: "لماذا تطلبون الحي بين الأموات؟ ليس ههنا بل قام" (لوقا 24: 5-6).
تعلن النساء خبر القيامة للرسل وبعد ذلك يظهر لهم يسوع. أصبحت قيامة المسيح أساس العقيدة والإيمان المسيحي. "إن لم تكن قيامة أموات، فالمسيح لم يقم أيضاً وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل إيمانكم» (1كو 15: 13-14).
أطباق عيد الفصح التقليدية هي البيض والسمك والرز مع الزبيب والشراب هو النبيذ. في اليوم السابق للعطلة يرسم المؤمنون البيض وتعتبر البيضة رمزاً للقيامة وبداية حياة جديدة واللون الأحمر هو دم يسوع المصلوب المحيي الذي سفك من أجل خلاص البشرية. السمكة هي أحد رموز المسيحية وفي القرون الأولى كان المسيحيون يتعرفون على بعضهم البعض من خلال علامة السمكة والرز المصنوع من الأرز والزبيب والفواكه المجففة والمكسرات هي أيضاً زخرفة للمائدة الاحتفالية بأرمينيا. الزبيب والفواكه الجافة يرمزان لمسيحيي العالم، والأرز يرمز للبشرية جمعاء، كان من المعتاد تحضير أنواع مختلفة من الخبز في عيد الفصح كرمز للوفرة وإحدى العادات الممتعة النموذجية لهذا اليوم هي لعبة السباق، التي ينتظرها الكبار والصغار بفارغ الصبر.
وفقًا للقديس كريكور داتيفاتسي: "نحن نرسم البيض فقط في عيد الفصح، لأن البيضة هي مثال للعالم وكما يقول الحكماء. «القشرة كالسماء والغشاء كالهواء والبياض كالماء والصفار كالأرض. واللون الأحمر يرمز إلى أن العالم قد خَلص بدم المسيح ونأخذ البيضة الحمراء بأيدينا ونعلن خلاصنا".